الخميس، 8 مايو 2014

من أين يخرج الدجال؟



قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله في إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (402/2-409):

[[من أين يخرج الدجال
قد تقدم «حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها في خبر الجساسة والدجال، وفي آخره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو، من قبل المشرق ما هو (وأومأ بيده إلى المشرق) . قالت: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم» .
رواه: مسلم، وأبو داود، والطبراني في "الكبير"، وهذا لفظ مسلم.
«وعن فاطمة بنت قيس أيضًا رضي الله عنها؛ قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى الصلاة جامعة، فخرجت في نسوة من الأنصار، حتى أتينا المسجد، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر، ثم صعد المنبر. قالت فاطمة: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعًا يديه، حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال: "ألا أخبركم أنه في بحر الشام"، ثم أغمي عليه ساعة، ثم أريح، ثم سري عنه، ثم قال: "بل هو في بحر العراق، بل هو في بحر العراق، يخرج حين يخرج من بلدة يقال لها: أصبهان، من قرية من قراها يقال لها: رستقاباد، يخرج حين يخرج على مقدمته سبعون ألفا عليهم السيجان، معه نهران: نهر من ماء، ونهر من نار، فمن أدرك منكم ذلك، فقيل له: ادخل الماء؛ فلا يدخل فإنه نار، وإذا قيل له: ادخل النار؛ فليدخلها؛ فإنها ماء» .
رواه الطبراني في "الكبير" و "الأوسط"، في حديثها الطويل. قال الهيثمي: "وفيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف جدًا".
(السيجان) : جمع ساج. قال الجوهري: " (الساج) : الطيلسان الأخضر، والجمع سيجان". وقال ابن منظور في "لسان العرب": " (الساج) : الطيلسان الضخم الغليظ، وقيل: هو الطيلسان المقور، ينسج كذلك، وقيل: هو طيلسان أخضر". وقال ابن الأعرابي: " (السيجان) : الطيالسة السود، واحدها ساج". انتهى.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج الدجال من هاهنا (وأشار نحو المشرق) » .
رواه: ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم في "مستدركه"، وهذا لفظ ابن حبان.
ولفظ الحاكم؛ قال: «يخرج الدجال من هاهنا أو هاهنا أو من هاهنا، بل يخرج هاهنا (يعني: المشرق) » . قال الحاكم "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه".
وعنه رضي الله عنه؛ قال: «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال؛ قال: أحسبه قال: "يخرج من نحو المشرق"» .
رواه البزار. قال الهيثمي: "وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وقد وثق".
وعنه رضي الله عنه؛ قال: سمعت أبا القاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: «يخرج أعور الدجال مسيح الضلالة قبل المشرق في زمن اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله أن يبلغ من الأرض في أربعين يومًا، والله أعلم ما مقدارها، الله أعلم ما مقدارها (مرتين) ... » الحديث.
رواه: ابن حبان في "صحيحه"، والبزار. قال الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح، غير علي بن المنذر، وهو ثقة". وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": "أخرجه البزار بسند جيد".

وسيأتي هذا الحديث بتمامه في ذكر نزول عيسى عليه الصلاة والسلام إن شاء الله تعالى.
وعنه رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يأتي المسيح الدجال من قبل المشرق، وهمته المدينة، حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام، وهنالك يهلك» .
رواه: الإمام أحمد، ومسلم، والترمذي وقال: "هذا حديث صحيح".
وعنه رضي الله عنه؛ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لينزلن الدجال خوز وكرمان في سبعين ألفًا، وجوههم كالمجان المطرقة» .
رواه الإمام أحمد، وإسناده حسن.
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن الدجال يخرج من أرض بالمشرق، يقال لها: خراسان، يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة» .
رواه: الإمام أحمد، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم في "مستدركه"، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب". وقال الحاكم "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي في "تلخيصه". قال الترمذي: "وفي الباب عن أبي هريرة وعائشة رضي الله عنهما".
قلت: وقد تقدم حديث أبي هريرة، ويأتي حديث عائشة رضي الله عنها إن شاء الله تعالى.
وعن سعيد بن المسيب؛ قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: "هل بالعراق أرض يقال لها: خراسان؟ قالوا: نعم. قال: فإن الدجال يخرج منها".
رواه ابن أبي شيبة.

«وعن أبي بكر الصديق أيضًا رضي الله عنه: أنه قال: "يخرج الدجال من مرو من يهوديتها ".»
رواه نعيم بن حماد في "الفتن".
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج الدجال من يهودية أصبهان معه سبعون ألفًا من اليهود عليهم السيجان» .
رواه: الإمام أحمد، وأبو يعلى؛ من حديث محمد بن مصعب القرقساني عن الأوزاعي. قال الهيثمي: "وروايته عنه جيدة، وقد وثقه أحمد وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجالهما رجال الصحيح، ورواه الطبراني في "الأوسط" كذلك ".
وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن يخرج الدجال وأنا حي؛ كفيتكموه، وإن يخرج الدجال بعدي؛ فإن ربكم عز وجل ليس بأعور، إنه يخرج في يهودية أصبهان، حتى يأتي المدينة، فينزل ناحيتها ... » الحديث.
رواه: الإمام أحمد، وابن حبان في "صحيحه"، ورجال أحمد رجال الصحيح؛ غير الحضرمي بن لاحق، وهو ثقة.
وسيأتي هذا الحديث بتمامه في ذكر نزول عيسى عليه الصلاة والسلام إن شاء الله تعالى.
وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج الدجال من قبل أصبهان» .
رواه الطبراني في "الأوسط" عن محمد بن محمويه الجوهري. قال الهيثمي: "ولم أعرفه". قلت: ولحديثه شواهد كثيرة مما تقدم.
وفي رواية: «يخرج الدجال من قبل أصبهان المشرق، وهم قوم وجوههم كالمجان» .
وعن حذيفة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يخرج الأعور الدجال من يهودية أصبهان، عينه اليمنى ممسوحة، والأخرى كأنها زهرة» .
رواه الحاكم في "مستدركه"، وإسناده ضعيف.
وعن العريان بن الهيثم؛ قال: دخلت على يزيد بن معاوية، فبينا نحن عنده جلوس؛ إذ أتاه رجل، فأخذ مرفقته، فاتكأ عليها. قلنا: ما هذا؟ قال بعضهم: هذا عبد الله بن عمرو. قال بعضنا: يا عبد الله بن عمرو! إنا لنحدث عنك أحاديث. قال: إنكم معاشر أهل العراق تأخذون الأحاديث من أسافلها ولا تأخذونها من أعاليها. وذكروا الدجال، فقال: بأرضكم أرض يقال لها: كوفا ذات سباخ ونخل؟ قلنا: نعم. قال: فإنه يخرج منها.
رواه الطبراني. قال الهيثمي: "ورجاله ثقات".
ورواه عبد الرزاق في "مصنفه" عن معمر عن محمد بن شبيب عن العريان ابن الهيثم؛ قال: "وفدت على معاوية، فبينا أنا عنده؛ إذ دخل رجل عليه طمران، فرحب به معاوية، وأجلسه على السرير، فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال: أما تعرف هذا؟ هذا عبد الله بن عمرو بن العاص. قلت: أهذا الذي يقول: لا يعيش الناس بعد مائة سنة؟ فأقبل علي وقال: أوقلت ذلك؟ إنا نجدهم يعيشون بعد مائة سنة دهرًا طويلًا، ولكن هذه الأمة أجلت ثلاثين ومائة سنة. قال: ثم قال لي: ممن أنت؟ قال: قلت: من أهل العراق (أو قال: من أهل الكوفة) . قال: تعرف كوثا؟ قال: قلت: نعم. قال: منها يخرج الدجال ".رواه ابن أبي شيبة.
وهذان الأثران عن عبد الله بن عمرو وابن مسعود رضي الله عنهما يخالفان ما تقدم من الأحاديث الدالة على أن الدجال يخرج من خراسان من يهودية أصبهان، وما في الأحاديث المرفوعة هو المعتمد، ويحتمل أن يكون مراد ابن مسعود وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم أن الدجال يكون طريقه في خروجه على أرض العرب من جهة كوثى؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «إنه خارج خلة بين الشام والعراق» ، وسيأتي هذا الحديث في ذكر فتنة الدجال إن شاء الله تعالى.
وروى ابن أبي شيبة عن أبي صادق؛ قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "إنى لأعلم أول أهل أبيات يفزعهم الدجال، أنتم أهل الكوفة".
فهذا الأثر يوضح ما تقدم عن ابن مسعود رضي الله عنه، وأنه إنما أراد أن الدجال يكون طريقه في خروجه على أرض العرب من جهة كوثى، لا أن ابتداء خروجه يكون منها، وإنما هو من يهودية أصبهان؛ كما جاء ذلك في الأحاديث التي تقدم ذكرها. والله أعلم]]اه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق